أتقن السوريون  وتفننو في إعداد الطعام، وهو ما انعكس على المطبخ السوري بالإيجاب، فأصبح هذا المطبخ من أفضل المطابخ حول العالم وأكثرها شهرةً، حتّى أنك لن تستطيع أن تجد مكان في قارات العالم جميعها إلا وفيها أحد المطاعم السورية التي تقدّم الوجبات اللذيذة إضافةً إلى  نقل حضارة عظيمة وتراث عريق.

تعالوا معنا إذًا في رحلة نجوب فيها خمس قارات من حول العالم لنتعرف على أحد المطاعم السورية في تلك القارة، فلنبدأ من القارة السمراء إذًا.

مطعم الركن السوري في إفريقيا (مصر)

من قلب القاهرة، يحاول مطعم الركن السوري عكس الثقافة السورية العريقة فاختيار الاسم ليس كل شيء، بل إن تصميم المطعم من الداخل يحمل في كل شبر جزء معين من التراث السوري، بدايةً من أشكال المقاعد وصولًا إلى  الصور واللوحات والجدران.

لكن هذا ليس كل شيء بل إن مطعم الركن السوري مشهور بوجبات الطعام  الشامية اللذيذة التي يشهد له لها كل زواره، وتجعل من زيارته تجربة رائعة يجب تكرارها في كل مناسبة.

مطعم حمص في أوروبا (فرنسا)

من القارة السمراء وأجواء القاهرة الصاخبة، إلى ليالي باريس الساحرة، حيث استطاع مطعم “شاميات” حجز مكان له بين الوجهات المفضلة ليس فقط للعائلة السورية بل للعربية والأوروبية أيضًا.

في مطعم شاميات ربما يتناول المرء وجبة ثقافية وتراثية دسمة قبل أن يبدا بتناول طعامه حتّى، فهذا المطعم خير واجهة تعكس التراث السوري، من خلال التصميم وملابس القائمين على المطعم، وحتى صحون الأكل.

أمّا الطعام فحكاية اُخرى، لا يُمكن الحكم عليها إلا بعد تجربتها، ولكننا واثقون أن التجربة لن تكون الأخيرة.

المطاعم السورية في تركيا

يتمتع كلا المطبخين السوري والتركي بمزايا كثيرة، وعلى الرغم من بعض الاختلافات بينهما إلا أنه يوجد تقاطعات عديدة بينهما أيضاً. وقدّ جعلت تلك التقاطعات عملية اندماج المطاعم السورية في تركيا أمرًا غاية في السهولة، حيث أصبحت ترى في شارع واحد الكثير من المطاعم التي تتنافس في تقديم اشهى المأكولات بأجمل صورة ممكنة.

تعتبر منطقة الفاتح من أكثر المناطق في اسطنبول التي تحتوي المطاعم السورية، وفيها يزداد عدد هذه المطاعم عن نظيرتها التركية، وتحولت هذه المنطقة إلى مكان يجتذب السياح من حول العالم نظرًا لتنوع الذائقة الموجودة فيها.

كما أن هنالك مجموعة من المطاعم المشهورة في سورية قد نقلت أعمالها، أو ربما توسعت لتقدم خدماتها في اسطنبول أيضًا، ومن المطاعم السورية الشهيرة في اسطنبول: مطاعم سيرجية المشهورة في حلب – شاورما أنس الشهيرة في دمشق – فول بوز الجدي، وغيرها الكثير من المطاعم.

مطعم “ياسينس” في أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة)

ماذا لو أردت تناول وجبة خفيفة من الفلافل بعد يوم عمل شاق في أحد المكاتب في الولايات المتحدة، فهل ستجد أفضل من مطعم صُنف كواحد من أجمل 10 أماكن في الولايات المتحدة؟ بالتأكيد سترغب بتلك الوجبة والاستمتاع بذلك الطعم الرائع في أجمل الأمكنة.

أما عن سبب تصنيف مطعم ياسينس بأننّه أحد أجمل الأماكن فقد قالت اللجنة المسؤولة عن الأمر بأنّ المطعم عبارة عن مكان ترحيبي وآمن للناس من كل الألوان والثقافات والأديان.

بالرغم من طعم الوجبات الرائع والتراث السوري الذي يعكسه المطعم، إلّا أنّ سر النجاح كان هذه المرة من بسبب سياسة الترحيب بالآخرين كما كان يفعل السوريون دائمًا.

مطعم “طلال كوليناريا سيريا” في أمريكا الجنوبية (البرازيل)

لعل الحديث عن لاجئين سوريين في أمريكا الجنوبية لازال أمرًا بعيدًا عن الإعلام، فتلك القارة البعيدة يلف حال اللاجئين فيها الغموض، إلّا أنّ ذلك لا يمنع من وجود العديد من قصص النجاح التي لا تنتهي.

وكمثال على تلك القصص عائلة التيناوي التي انتهى بها المطاف في ساو باولو العاصمة البرازيلية، بدأت بخط طريقها من جديد في بلدها الجديد، فحاول الأب أن يزاول مهنته كمهندس ميكانيكي، وحاولت الأم بيع ملابس الأطفال إلا أنّ كلا المشروعين قوبلا بالفشل، مما اضطر العائلة للبحث عن حل بديل.

جاء الحل باقتراح من العديدين بعد أن تذوقوا طبخ العائلة اللذيذ، فكان الاقتراح هو أن تفتتح العائلة مطعمها الخاص، وهذا ما كان بعد جمعت العائلة رأس مال صغير من خلال التمويل الجماعي، ومن ثمّ بدأ المشروع يكبر ليصبح واحدًا من أهم المطاعم التي تُقدم الطعام  السوري في العاصمة البرازيلية.

إذًأ كما رأيتم سواءً أكان المطعم السوري في شرق الأرض أو في مغربها، فإنّه يحاول جاهدًا تقديم المطبخ السوري بأبهى حلّة، ويحاول كذلك التمسك بالتراث السوري بكل قوته.

اقرأ أيضاً: عائلة هدهد السوريّة في كندا .. قصة نجاح بطعم الشوكولا