على مر السنين، كانت المرأة السورية ومازالت مؤثرة جدًا في المجتمع، ومن الصعب حصر الانجازات التي قامت بها، أو قصص النجاح الملهمة هذه في عدة سطور أو حتى كتب. ولكن الطريق لم يكن يومًا معبدًا بالورود، بل كان على المرأة أن تكافح ربما أكثر من الرجل لتحقيق أهدافها وطموحاتها، خاصة في مجال الأعمال، وفي المجتمعات الجديدة التي قد تختلف كثيرا عن المجتمع السوري، فيزداد الأمر صعوبة على السيدة السورية. ولهذا السبب تولي لجمعية الأعمال السورية الدولية SIBA اهتمامًا خاصًا بدعم المرأة السورية الطموحة في مجال الأعمال، وتخطو خطوات جدية نحو تذليل الصعاب والعقبات أمامها في دول المهجر.
ولنعرف ما علينا فعله، لا يوجد أفضل من أن نسأل صاحبات الشأن أنفسهن، أي أولئك اللواتي قمن بتأسيس أعمالهن الخاصة في الخارج، فسألناهن عن الصعوبات التي تواجههن، وعن مايتوقعونه من منظمة مثل SIBA.
كسيدة أعمال سورية، ماهي توقعاتك وماذا تنتظرين من جمعية أو منظمة مثل SIBA؟ كيف يمكن للجمعية السورية الدولية للأعمال أن تساعدك لتنمية عملك؟
سارة صواف، مؤسسة شركة AYA Animations لانتاج الرسوم المتحركة، قالت أنها من وجهة نظرها تجد أن سيدات الأعمال السوريات يحتجن إلى الدعم المعنوي وتقدير مايقمن به أولًا، والمساعدة على ايصال قصص النجاح والانجازات هذه إلى العالم، وهن أيضًا بحاجة إلى التوجيه والإرشاد عن كيفية المضي قدمًا في تطوير أعمالهن، وتوسيعها، وطبعًا دعم الجانب التجاري من خلال تمكينهن من الاتصال مع شركاء العمل المحتملين، وربما المستثمرين، وأخيرًا تقديم الاستشارة والنصائح والأفكار لتقديم المزيد من القيمة المضافة إلى أبناء وبنات الجالية السورية في الدول المستضيفة.
لاما مارديني، مؤسسة مركز Soul Art Center للفنون في دبي، الامارات العربية المتحدة، والتي قمنا بإجراء مقابلة معها في وقت سابق، قالت أنها شخصيًا، ومن خلال انضمامها إلى SIBA تسعى إلى الوصول إلى اتصالات وعلاقات عمل مفيدة، بعض التدريب على كيفية تحسين عملها، والتفوق فيه، وبكل تأكيد تسهيل الوصول إلى الدعم المالي لتوسيع حجم الأعمال.
لينا أبو نبوت، وهي شريكة مؤسسة في مشروع Gyalpa، وهو مشروع يساعد السوريين بشكل عام والمرأة السورية بشكل خاص إن كانت لديها موهبة صناعة الاشغال اليدوية مثل الحقائب أو الملابس مثلًا، فتقوم بتسويق هذه المنتجات وبيعها في السوق الألماني من خلال الانترنت ومن خلال متجر فيزيائي تم افتتاحه مؤخرًا في برلين. أخبرتنا لينا أنها تنتظر من منظمة مثل SIBA أن تساعد على التواصل بين أبناء الجالية المستضيفة والحكومات والقطاعات المختلفة في الدول المستضيفة، وذلك بهدف تسهيل أمورهم، وحل مشاكلهم الشائعة مثل تراخيص العمل والفيزا وحرية التنقل. إضافة إلى اقامة الفعاليات التي تساعد على جمع السوريين من اصحاب الاعمال لتبادل الأفكار ومشاركة التجارب والخبرات لتحسين مستوى الأعمال لدى الجميع وخاصة لدى المرأة.
إذا.. وعلى غير المتوقع، نجد أن الدعم المالي المباشر ليس المشكلة الاساسية لدى المرأة السورية، وعلى الرغم من أهميته، إلا أنه مازالت هناك أشياء مثل التدريب وصقل المهارات، والتوصيل بين أصحاب الأعمال وتهيئة الظروف لشراكات جديدة، وتسهيل الأمور وتذليل العقبات الموجودة في البلدان المستضيفة هي الأولوية بالنسبة للمرأة السورية في قطاع الاعمال.
وبالفعل تبذل جمعية الاعمال السورية الدولية جهدها لتمكين المرأة السورية من الوصول إلى أهدافها، من خلال الفعاليات التي تقيمها بشكل دوري والتي تتيح لهن اللقاء بمجتمع اصحاب الاعمال وممثلي القطاع العام والخاص والتواصل معهم، إضافة إلى مشاركة المعلومات وتسهيل فرص الاستثمار، وطبعا تبادل الخبرات والتجارب خاصة عن الصعوبات التي واجهها السوريون بشكل خاص في تأسيس أعمالهم ومشاريعهم في دول ومجتمعات جديدة.
وتعمل أيضًا على إقامة فعاليات، وورشات تدريبية للمساعدة على تطوير المهارات لدى اصحاب الاعمال بشكل عامل، والسيدات بشكل خاص لمساعدتهن على توسيع نطاق أعمالهن، وتذليل العقبات والصعاب التي تمنع ذلك.