فتحت ألمانيا أبوابها للاجئين، وقدّمت لهم الدعم الكبير ليبدأوا حياتهم من جديد، ومن أوجه هذا الدعم هو عدد من الأنظمة التي تسابقت لدعم اللاجئين ورواد الأعمال منهم خاصةً، بهدف دفع مشاريعهم وأفكارهم وتطويرها لتصبح أعمال قائمة. ولعل واحدة من تلك المنظمات التي تستحق إلقاء الضوء عليها هي حاضنة الأعمال  SINGA Business Lab والتي تتخذ من برلين مقرًا لها.

مقدمة عن حاضنة الأعمال  SINGA Business Lab

SINGA Business Lab هو أحد مشاريع مبادرة SINGA Deutschland، وقد تأسست أول منظمة SINGA عام 2012 في باريس، ومنذ ذلك الحين نجحت SINGA France في إنشاء شبكة دولية من الأشخاص المشاركين، ويمكن العثور اليوم على منظمات SINGA المحلية في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وبريطانيا العظمى وكندا وسويسرا، حيث تشترك جميع المنظمات المحلية في قيم مشتركة ولكنها تتناسب مع احتياجاتها المحلية.

أمّا SINGA Business Lab فهي تقدّم الدعم الكبير والمعلومات القيّمة لرواد الأعمال بهدف تطوير وصقل أفكارهم والسير معهم خطوة بخطوة في الرحلة من فكرة إلى شركة.

تضم SINGA Business Lab فريق رائع يعمل على تقديم الدعم لرواد الأعمال، وذلك يتضمن تعريفهم على مشرفين وناصحين ومستشارين من رواد الأعمال القدامى، هذا بالإضافة إلى ورش متنوعة تمتد على مدى عدة شهور، يحصل رواد الأعمال من خلالها على معلومات في كل من مجالات دراسة الفكرة وبناء النماذج والتسويق بالإضافة إلى الأمور القانونية.

قامت  SINGA Business Lab باحتضان 12 مشروع متميّز على مدار سنتين اخترنا لكم منها خمسة  مشاريع سورية في المانيا  سنتكلم عليها في السطور التالية.

Bote

ضّلَ رأفت حنتوش طريقه ذات مرّة عندما كان صغيرًا وضاع عن والديه لمدة ساعتين ذلق خلالها والديه مشاعر الرعب والقلق، ولذلك عندما كبر فكّر أن يجنّب اطفالًا آخرين ووالديهم مشاعر الرعب تلك وذلك  من خلال اختراعه طريقة سهلة ومريحة لتتبع الأطفال من قبل آبائهم، مما يبعث الراحة في نفوس الأباء ويجعل الأطفال في أمان دائم، وقدّ أطلق رأفت على مشروعه اسم بوتي

رأفت حنتوش هو مهندس ورائد أعمال سوري، عمل كمحلل بيانات في ألمانيا  قبل أن يترك الوظيفة متوجهًا إلى ريادة الأعمال، كتكرار لعديد القصص التي اختار أصحابها طريق ريادة الأعمال الوعر، وفضّلوه على خيار الوظيفة السهل والأكثر راحةً.

Bote هو عبارة عن  نعل ذكي لأحذيّة الأطفال يمنح الآباء راحة البال من خلال مساعدتهم على تتبع أطفالهم. يتميّز Bote بأنّه مخفي و مريح ويصعب فقدانه مقارنةً بأجهزة التتبع الأخرى كالساعات الذكيّة وأخيرًا هو خيار آمن للغايّة، وقد فاز مشروع Bote بالمركز الأول في مسابقة جسور الدولية للمشروعات في عام 2018، وسجّل رسميًا في ألمانيا.

يعتمد Bote على مبدأ إنترنت الأشياء، ولذلك يزرع شريحة صغيرة في نعل من مادة تتمتع بالمرونة وتحقق الراحة للطفل، حيث تُرسل الشريحة إشعارات إلى الهواتف الذكية الخاصة بالأبوين بمجرد أن يخرج طفلهما عن نطاق معين، وقد صمّم Bote  بحيث يحافظ على خصوصية الأطفال، ولذلك لا يقوم بجمع أو مشاركة البيانات، ويُمكن للوالدين فقط الاطلاع على موقع الأطفال في كل لحظة.

جذبت Bote الكثير من المستثمرين ويقوم رأفت حاليًا بمفاوضة هؤلاء المستثمرين للوصول إلى العرض الأفضل.

لمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقع Bote الرسمي.


NIUVERSITY

يتطوّر قطاع التعليم عبر الانترنت باستمرار، وقد وجد فيه عدد كبير من الأشخاص بديلًا مناسبًا لنظام التعليم التقليدي، حيث أن التعليم عبر الانترنت يوفرالحريّة في اختيار مواعيد التعلّم وكذلك هو مجاني في الغالبة العُظمى، ناهيك عن الكثير من الفوائد الأُخرى التي جعلت العديد من الجامعات المرموقة تتحوّل إلى خيار التعليم عبر الانترنت مما يُعطيك انطباعًا عن مستقبل زاهر لهذا القطاع.

من هنا انطلق رائد الأعمال السوري والحاصل على الدكتوراه في الإدارة فادي الشلبي بتأسيس مشروعه نيوفيرستي Niuversity، وهو عبارة عن منصة تعليمية عبر الإنترنت تهدف إلى تعلّم المهارات الاحترافية والتشغيلية بطريقة حيّة وتفاعليّة باللغة العربية.

تعتمد نيوفيرستي على مبدأ الصف الافتراضي والذي يوفر جسرًا للتواصل بين كل من الاستاذ والطلّاب وكذلك الطلّاب فيما بينهم، وجاء سبب اعتماد نيوفيرستي على هذا المبدأ بسبب بحوث قامت بها، وأثبتت هذه البحوث أنّ الطلّاب بحاجة لعنصر الارشاد الذي يغيب في مواقع التعليم الأخرى.

تقدّم نيوفيرستي دروسها باللغة العربيّة، وهي تركز على تدريس المهارات الاحترافيّة المطلوبة في سوق العمل عن طريق مجموعة من الأساتذة والمدربين الذين يملكون خبرة عملية كبيرة.

تنطلق نيوفيرستي  بخطى ثابتة على الطريق الصحيح لكي تصبح واحدة من أهم مراكز ومنصات التعليم على الانترنت، حيث يمكنك تلمّس الاحترافيّة في موقع المنصة الالكتروني، وكذلك من خلال التعرّف على شركاء المنصة الاستراتيجيين كمؤسسة بيرسون الدوليّة، ومؤسسة سيسكو أكاديمي.

حصلت نيوفيرستي في عام 2017 على الاعتماديّة من الحكومة الألمانية، وفي عام 2018 حصلت على جائزة كومينيوس تقديرًا لجهودها الطامحة في خلق حلول تعليميّة رقمية في العالم العربي.

لمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقع نيوفيرستي Niuversity الرسمي.


EASY LANGUAGE LAB

هو مشروع للتعليم عبر الإنترنت ولكنه يختص باللغة الانكليزية، حيث يعد EASY Language Lab منصة للتعلم الإلكتروني توفر خيارات لتعليم الإنجليزية في مجالات محددة بأسعار معقولة. يستهدف هذا المشروع الشرق الأوسط بشكل خاص حيث يعيق نقص مهارات اللغة الإنجليزية في منطقة الشرق الأوسط التقدم الوظيفي للشباب العربي.

تقدّم المنصة طيف واسع من الخدمات، فتعليم الإنجليزية هو أحدها فقط، حيث يمكن للمتعلم أن يحضّر لإمتحان IELTS بمساعدة من المدرسين في المنصة، أو أن يطلب ترجمة مختصة في موضوع ما، ويوجد أيضًا خدمة تنقيح والتدقيق اللغوي للنصوص.

أسس هذا المشروع كل من عبداللطيف الملوحي ونرجس العظم ويمكن زيارة الموقع لمزيد من التفاصيل.


BAB AL-JINAN

فكّر كل من سعيد الهيلاني، وغيّات ناشد، وإسماعيل نجار في نقل تجربة الأكل السوريّة إلى ألمانيا وبشكل خاص برلين فكان لهم ما أرادوا عندما أسسوا سويةً مشروع باب الجنان، حيث يحاول باب الجنان جلب تجربة الطعام الحلبي والسوري عامةً إلى ألمانيا لتعريف هذا البلد على جزء أصيل من حضارة سوريا وثقافتها.

يقدم باب الجنان كذلك خدمة تقديم الطعام التقليدي بشكل عصري، وتُعَد منتجات باب الجنان تقليدية للغاية وفريدة من نوعها ومحلية الصنع ولكنها تقدّم بالوقت ذاته بشكل غير تقليدي و يحمل روح العصر.

يمكنكم تجريب طعام باب الجنان المميّز في الأسواق والمهرجانات الثقافيّة وفي العديد من الأحداث المختلفة في برلين كذلك. هدفهم هو تقديم الثقافة السورية من خلال الطعام والضيافة.

يمكن الاطلاع على صفحتهم على انستغرام للتعرف أكثر على طريقتهم الفريدة في تقديم الطعام.


ARAM CRAFT

تقدم أرام كرافت المصنوعات اليدوية السورية الأصيلة مثل الفسيفساء ومستحضرات التجميل العضوية والسيراميك إلى السوق الأوروبية. فهي بذلك تنقل جزء أصيل من الثقافة السوريّة وتحاول تعريف المجتمع الأوروبي على هذه الثقافة.

منتجات أرام كرافت كلها مصنوعة يدويًا من قبل نساء وافدات جدد يحصلن على حصة عادلة من الربح. وبالتالي يؤمن هذا المشروع فرص عمل لنساء ربما لا يملكنّ مهارات أخرى، ويتم دمجهم في سوق العمل بسرعة كبيرة.

يعمل المشروع من خلال إدارة ورش الحرف اليدوية عن طريق مؤسساته غادة القطب ورباب بادين، ويسعى إلى تقديم الصورة الجمالية المشرقة للتراث السوري.

في صفحة فيسبوك الخاصة بالمشروع يجد المرء الكثير من الأشغال اليدوية الرائعة