احتلت التجارة مكانةً مرموقةً للغايّة في منطقتنا العربيّة، ولذلك كانت التجارة ومازالت أحد أهم الأمور التي تميّز المجتمعات في هذه المنطقة، وسوريا ليست استثناءً من هذه القاعدة، و لعل هذا السبب هو ما دفع ديانا دارك لتستعين بقصة تاجر سوري من مدينة حمص لتأطير تاريخ سوريا في صفحات كتابها “تاجر سوريا” أو “The Merchant of Syria: A History of Survival“.

ففي “تاجر سوريا”، استخدمت ديانا دارك القصة الحقيقية لأبو شاكر، وهو تاجر قماش بدأ حياته المهنية في سوريا قبل أن يتوسع في لبنان ثم المملكة المتحدة، كنقطة دخول لمناقشة سوريا وكيف تطورت كدولة.

ولد بطل القصة أبو شاكر عام 1921، وقد كانت الإمبراطورية العثمانية وقتها في أواخر عهدها وتستعد للخروج من سوريا، وشاءت الأقدار أن يتوفى أبو شاكر في عام 2013، أثناء الحرب الأهلية السورية، بعد أن غادر مدينته حمص.

بالكاد تعلم أبو شاكر القراءة والكتابة، ولكنه بالرغم من ذلك دعم أمه وأخواته من سن العاشرة، ومن ثمّ استطاع بناء إمبراطورية تجارية على الرغم من خسارته كل شيء لديه مرتين، وتتابع ديانا دارك رحلته المضطربة من عدم الاستقرار في سوريا والحرب الأهلية في لبنان، حتى وصوله إلى المملكة المتحدة في السبعينيات.

تتنقّل دارك كذلك بين أبرز أحداث حياة أبو شاكر، فتراها تتكلم عن زيجاته، ومسيرته المهنية التي بدأها في الغزل والنسيج، وتروي أيضًا بعض اللحظات المهنية التي أدت بأبو شاكر إلى نجاحه في توسيع علامة “Hield Brothers” التجارية في المملكة المتحدة.

صحيح أنّ الكتاب يركّز على قصة أبو شاكر إلّا أنّ قصة أُخرى تجري بين السطور، وهي قصة أمة مبنيّة على التجارة، فعلى مدى آلاف السنين، شهدت سوريا صراعًا واضطرابًا كبيرًا، ولكن مثل قصة أبو شاكر الرائعة، فهذه الأمة تواصل البقاء على قيد الحياة.

قد يبدو كتاب “تاجر سوريا” أنّه يتكلم ظاهريًا عن “أبو شاكر”، إلا أنه في الحقيقة يروي قصة سوريا بدايةً من الأزمان القديمة حتى وقتنا الحاضر، وكيفية انتقال السلطة بين العثمانيين والفرنسيين وصولاً لحزب البعث، مع التركيز على التجارة بكثرة لأنّها كما قلنا تحتل مكانة مرموقة في تاريخ هذا البلد.

اعتمدت دارك على مقابلات مع أولاد أبو شاكر ومعارفه، و بالاعتماد على هذه المقابلات التي أجريت في سوريا ولبنان وبريطانيا، قامت دارك بنسج خيوط قصة أبو شاكر التي تتكلم عن الكثير من القضايا العالمية الملحة اليوم مثل الفقر والقيم الإسلامية والتعايش الديني واللاجئين والتشرد والتعددية الثقافية والاضطرابات السياسية والإرهاب.

جدير بالذكر أنّ ديانا دارك هي مترجمة عربية وأخصائية ثقافية عاشت وعملت في منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من ثلاثين عامًا، كما أنّها مؤلفة كتاب “بيتي في دمشق: منظر داخلي للأزمة السورية” (هاوس، 2016). روابطها مع سوريا عميقة ومستمرة.

قالوا عن الكتاب ..

“غني جدًا وقويّ، مكتوب بشكل جميل ومن القلب.”
ديفيد نوت، الجراح الإنساني والمتطوع في مناطق الصراع السورية.

“إن تعاطف دارك، ومعرفتها العميقة بالعربية، وقدرتها على نسج جهدها على طول مسار معقد يجعلها مؤهلة بشكل فريد لنقلنا عبر تاريخ سوريا، مما يترك لنا الكثير من الأفكار في مجتمع قادر باستمرار على إيجاد قوة داخلية بعد الكوارث”.
– روس بيرنز، السفير الأسترالي السابق في سوريا ولبنان

“من خلال خياطة نسيج تاريخ سوريا عبر حياة تاجر من حمص، ترسم ديانا دارك قصة مفعمة بالمجتمعات والشعوب المعقدة الغنية. كتاب مليء بالتفاهم العاطفي”.
كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني

“قصة استثنائية عن بلد لخصت في حياة رجل. تكشف دارك عن تفاصيل التاريخ الثقافي والديني في سوريا بأسلوب يجسد العقل والقلب”.
محمد اليعقوبي، باحث وعالم سوري، مؤلف كتاب “تفنيد داعش: ثورة في أصوله الدينية والإيديولوجية”

“إن قصة رجل واحد يمكن أن تلقي الضوء القوي على مآسي التاريخ. تفسد دارك حساسية هذه المآسي في كتاب يضيء روح أبو شاكر ويعزز فهمنا لماضي سوريا وحاضرها ومستقبلها”.
 الكاتبة التركية ايجة تملكوران

هل قرأتم هذا الكتاب؟ شاركونا بآرائكم حوله من خلال التعليقات.. ليس بعد؟ يمكنكم شرائه من أمازون بشكل مطبوع أو الكتروني.

سيهمك أيضًا:

خمسة مشاريع سورية ناجحة في ألمانيا

عائلة هدهد السوريّة في كندا .. قصة نجاح بطعم الشوكولا