لا يختلف اثنان اليوم على أهمية التجارة الالكترونيّة فهي تجعل من حياة الناس أفضل وتربط التجارة شرق العالم بغربه، وأصبح بإمكان أي شخص كان أن يطلب أي بضاعة من أي مكان في العالم. أدى هذا الاعتماد المتزايد على  التجارة الالكترونية واختيارها من قبل المستهلكين كخيار أول للتسوق إلى نجاحها بشكل مبهر؛ لذلك انفجرت أعداد المتاجر الالكترونيّة حول العالم، ومازالت تلك الأعداد قابلة للزيادة كذلك.

تُعدّ منطقة الشرق الأوسط بيئة خصبة لنمو التجارة الالكترونية، ويتوقع الخبراء تسارع في هذا النمو لتتجاوز قيمة هذه التجارة  20 مليار دولار في 2020؛ لذلك تتسابق الشركات الكُبرى اليوم رغبةً منها في حجز مكانها في هذا السوق النامي، والذي سيلعب دورًا كبيرًا في المستقبل القريب، فأمازون مثلًا استحوذت على سوق.كوم بهذا الهدف، والأمثلة على ذلك كثيرة للغاية.

يعرّف روّاد الأعمال السوريين أهمية التجارة الالكترونيّة، وهذا ما دفعهم إلى الاستثمار فيها وبدء مشاريع متنوعة ومختلفة بناءً على البضائع أو السوق المستهدف، واليوم سنخبركم باختصار قصة نجاح خمسة متاجر الكترونيّة أسسها سوريون لتكون من أهم المتاجر في الشرق الأوسط وربما العالم كذلك، وسنبدأ مع قصة نجاح سوق.كوم.

سوق.كوم .. من أكبر صفقات الاستحواذ العربية على الإطلاق

أُعلن أخيرًا بعد سلسلة من المفاوضات عن أضخم صفقة استحواذ تمت في الشرق الأوسط، حيث نشرت الصحف المختصة في آذار (مارس) 2017 خبر استحواذ أمازون على سوق.كوم بمبلغ وصل إلى 650 مليون دولار، لتشكّل هذه الصفقة منعطفًا هامًا للغاية في قصة سوق.كوم والتجارة الالكترونية في الشرق الأوسط بشكل عام.

مرّت سوق.كوم بمحطّات هامة كان لها الدور في النجاح التي وصلت إليه، حيث تأسست الشركة في عام 2005 كموقع للمزايدات. كان يقف وراء هذا التأسيس كل من سميح طوقان وحسام خوري وبالطبع مديرها التنفيذي رونالدو مشحوّر.

استمرّت الشركة على أنّها موقع للمزايدات حتّى عام 2011  لتصبح منصة تجارة رقمية تخدم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحصلت خلال ذلك على عدد من الجولات الاستثمارية وجمعت تمويلًا من عدد من الشركات العالمية الهامة.  

كان آخر تلك الجولات واحدة استطاعت من خلالها الشركة أن تجمع 300 مليون دولار لتدخل نادي “يونيكورن” ولتتجاوز قيمتها المليار دولار، كأول شركة تحقق ذلك في المنطقة.       

استحوذت شركة سوق.كوم على حصة كبيرة للغاية في التجارة الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط، مما يؤكده عدد زيارات الموقع التي وصلت إلى 45 مليون كل شهر، ووصلت نسبة سيطرة الشركة في بعض الأحيان إلى 80 في المئة، مع ملايين المنتجات التي تُغطي كافة المجالات.

سماعة.كوم .. بوابتك إلى عالم الصوتيات الرائع

أن تنجح في عالم التجارة الالكترونية، فهذا يتطلّب عددًا من الشروط الهامة للغاية، وأهمها على الإطلاق هو إيجاد ثغرة في السوق، تسمح للمتجر بنقطة بانطلاقة قوية، وكما هو معروف فهناك ثغرات كثيرة في السوق العربي بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام، وهنا كان دور متجر سماعة.كوم  ليتخصص بالتكنولوجيا الاستهلاكية بشكل عام والصوتيات بشكل كبر.

أسس هذا المتجر مجموعة من هواة الموسيقى وعشاق جودة الصوت في دبي؛ بهدف تقديم تجربة مميزة للزبائن لتلبية رغبتهم في الحصول على كل ما يتعلق بالصوتيات، مثل السمّاعات، ومكبرات الصوت والميكروفونات، وأجهزة الإنتاج الموسيقي ومعدّات الدي جي. ناهيك عن الألعاب وملحقاتها، والجوالات والأجهزة القابلة للارتداء، وتشكيلة المنتجات تتوسع تدريجياً.

مشروع Gyalpa .. حتّى نُعيد للمنتجات التقليدية مكانتها

لا تقف الأشغال اليدوية عند كونها فنًا بل يمكن أن تكون فرصةً للعمل كذلك، ومن هُنا إنطلق مشروع Gyalpa، ليستفيد من المشغولات اليدوية التي تجيدها المرأة السورية كالأحذية، والملابس، والأكواب والأواني، وحتى الديكور المنزلي والكثير من الأشياء الأخرى.

يهدف متجر Gyalpa إلى تسويق المنتجات التقليدية بطريقة عصرية، والاستفادة من ثورة التجارة الإلكترونية، بحيث يساعد بيع الملابس والأشغال المصنوعة يدويًا المرأة على تحسين دخلها ولو بشكل جزئي.

أُسّس هذا المتجر في ألمانيا وينشط فيها، ويقف وراءه كل من لانا إدريس، ولينا أبو نبوت ليكون أحد الحلول لكي تخرج المرأة السورية من كونها عاطلة عن العمل، وتساعد نفسها ومجتمعها، إضافةً إلى تعريف المجتمع الألماني والأجنبي عمومًا بمنتجاتنا التقليدية التي نفخر بها.

للتعرف أكثر على هذا المتجر وقصته الجميلة ندعوكم إلى قراءة هذه المقابلة التي قمنا بها سابقًا مع لينا أبو نبوت المؤسسة المشاركة للمشروع.

شوب غو .. طريقك إلى عالم التجارة الالكترونيّة

تفتح التجارة الالكترونية آفاقًا واسعة، ويركّز مشروع شوب غو على أحد أهمها. فمن جهة يمكن أن تبدأ بمتجر الكتروني لبع المنتجات عبر الانترنت، ولكن من جهة أُخرى يمكنك تقديم المتاجر الالكترونيّة ودعمها وهذا ما يقوم به شوب غو بالضبط.

يرغب كُثر اليوم ببدء متاجرهم الإلكترونية الخاصة، ولكن دون خبرة برمجية فهم غير قادرون على ذلك، مما يدفعهم إلى التوجه إلى أحد المبرمجين، ليضطروا إلى شرح المشكلة والدخول في دوامة طويلة من العمليات ولا ننسى المبالغ التي يجب دفعها كذلك.

من حسن الحظ أنّ هنالك مشاريع مثل شوب غو تقوم بمساعدة كل من يرغب ببدء متجره الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط، حيث صُممت حلول شوب جو للتجارة الالكترونية لتناسب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتساعد على بناء مشروع إلكتروني يستهدف هذه المنطقة.  فيما إذا كنت تريد أن تدير مشروعاً صغيراً، أو كنت خبيراً في طرق الدفع الالكترونية وشركات الشّحن المحلية، فإنّ شوب غو سندعمك في كل خطوة تخطوها كي تعطيك المجال للتركيز على نقاط قوة مشروعك. وبما أنّ البدء بمشروعك الخاص هو عبارة عن رحلة، ستحرص الشركة على دعمك طوال مشوارك.

يعمل الآن في شوب غو حوالي 22 موظف، ولديها 130 عميلاً تجارياً  65٪ منهم من الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتكلفة الاشتراك مقبولة ومناسبة للغاية. وبحسب مؤسسها مهند غشيم، وهو رائد أعمال سوري فإنّ  الشركة تخطط لبدء موقعها في لندن، وهي تعمل على منتج جديد لمساعدة مزودي خدمات الشحن الصغيرة على الدخول إلى الإنترنت، ويأمل غشيم أن يكون للمنتج إمكانية الانتقال إلى العالمية.

eWhale.co .. التجارة الالكترونيّة بالجملة!

بدأ سليم عقيل، مؤسس eWhale.co، حياته الرياديّة مبكرًا للغاية أثناء دراسته الجامعيّة، حيث رأى أن هنالك فرصًا لا تُحصى في عالم الانترنت الواسع، فبدأ ببناء المواقع الإلكترونية للشركات الصغيرة في سوريا.

انتقل في عام 2011 إلى الإمارات العربية المتحدة وتحديدًا إلى دبي، ليبدأ طريقه من جديد وبمبلغ 30 ألف دولار فقط، وهو مبلغ يكاد لا يُذكر بالنسبة لمدينة عالميّة كدبي، ولكنه بالرغم من ذلك استطاع تأسيس مشروعه ذو الفكرة الجديدة.

يقوم مشروع  eWhale.co على ربط مزوّدي البضائع والمصنعين مع أصحاب المتاجر الالكترونيّة، فهذا المشروع لا ينافس المتاجر الالكترونيّة بل يكمّلها. فإذا كنت ترغب ببدء متجر الكتروني فما عليك سوى التوجّه إلى  eWhale.co للحصول على المنتجات التي تناسب السوق الذي تستهدفه، حيث يملك eWhale.co الآن أكثر من 300 ألف منتج تشمل كل شيء تقريبًا، ويسعى عقيل إلى إيصالها إلى المليون منتج، لخدمة المتاجر الالكترونيّة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا كذلك.

عالم التجارة الالكترونيّة عالم يكاد لا ينتهي والفرص فيه تكاد لا تُحصى. نُشاهد كل يوم شيء جديد في هذا العالم وبالرغم من توجه الجميع ورغبتهم في بدء أعمالهم بواسطة الانترنت، إلّا أنّ الفرص ما زالت كثيرة للغاية، فما لا يلزمكم سوى فكرة مجنونة وتنفيذ جيّد وسيكون النجاح حليفكم.

ما رأيكم في المشاريع الخمسة؟ وما هي رؤيتكم لمستقبل التجارة الالكترونية؟ شاركونا بآرائكم رجاءً من خلال التعليقات.