خطة العمل من أهم الأمور التي يجب أن يأخذها روّاد الأعمال بعين الاعتبار، وبدونها سيكون الفشل حليفهم لأنهم يبدون غير محترفين ويفتقدون لأساسيات بدء شركة ما.
نأمل اليوم من هذه المقدمة أن تعطيكم لمحة وتعريف بسيط عن ماهية خطة العمل وكيفية إعدادها والاستفادة منها ليس فقط للحصول على الأموال من المستثمرين بل كذلك لفهم مشروعكم بشكل أفضل.
لنعرّف بدايةً خطة العمل بشكل مبسط: هي وصف مكتوب لمستقبل العمل والشركة. نعم الأمر بهذه البساطة، فكل ما يتطلبه الأمر هو مستند يصف ما ينوي المؤسس القيام به وكيف يخطط لتحقيق ذلك.
فائدة كتابة خطة العمل
ينسى كثيون أن أهم فائدة لكتابة خطة العمل هي فهم العمل بشكل أكبر من قبل رائد الأعمال، ووضع اليد على مكامن الخلل ومواطن القوة.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ إعداد خطة العمل يُساعد في شرح فكرة العمل لعدد كبير من الناس بسهولة، فيكفي أن تنشر المستند المكتوب بينهم ليطلعو على أهم الصفات التي تميّز هذا العمل، وأخيرًا يُمكن أن تُستخدم هذه الخطة لإيصال رؤية المؤسس إلى المستثمر لإقناعه في إعطاء ماله ووقته في سبيل جعل هذا العمل حقيقة على أرض الواقع.
كما يجب أن ننوه أنّ كتابة الخطة أمر بالغ الأهمية يُساعد في عملية إنشاء الشركة أو الحصول على تمويل للمشاريع التنمويّة.
إقرأ أيضًا: أهم 10 حاضنات الأعمال في الوطن العربي
أقسام خطة العمل
تحوي خطة العمل معلومات عن أهدافك، والاستراتيجيات التي ستستخدمها لتحقيق هذه الأهداف. تحويكذلك المشاكل المحتملة التي قد تواجه عملك وطُرق حلها، والهيكل التنظيمي للعمل (بما في ذلك مسؤوليات الأفراد). أخيرًا، مقدار رأس المال المطلوب لتمويل مشروعك واستمراره.
يُمكن تقسيم هذه الأمور إلى ثلاثة أقسام رئيسة:
*القسم الأول هو مفهوم العمل: ونجد في هذا القسم كيفية عمل المنتج (أو الخدمة) ووصفه وكذلك الهيكل التنظيمي، وما هي الخط التي ستستعملها في سبيل إنجاح عملك.
*الثاني هو قسم السوق: الذي تصف وتحلل فيه العملاء المحتملين: من وأين هُم، ما الذي يجعلهم يشترون خدمتك (أي ما الذي يميّزك عن منافسيك)، ويجب أن تصف كذلك هؤلاء المنافسين وكيف ستتمكن من التغلب عليهم.
*أخيرًا، هنالك القسم المالي: الذي يضم الواردات المالية والتدفقات النقدية والميزانية العامة والنسب المالية الأخرى، مثل كم يتطلب من الوقت للوصول إلى نقطة التعادل (Break-even). كما يضم القسم المالي هيكل التكاليف (Cost Structure)، وهنا تُذكر كل التكاليف اللازمة لتشغيل نموذج العمل، وقد تكون هذه التكاليف تأسيسية أو مستمرة، وقد تكون ثابتة أو متغيّرة.
تتفرع هذه الأقسام الثلاثة إلى سبعة أقسام أكثر تحديدًا وتفصيلًا (نعدكم هذا آخر تقسيم ^_^)، وعندها يُمكن القول أنّ خطة العمل المثالية يجب أن تحوي الأقسام السبعة التالية:
*ملخص تنفيذي
*وصف العمل
*استراتيجيات السوق
*تحليل المنافسين
*خطة التصميم والتطوير
*خطة العمليات والإدارة
*الخطة المالية
بالإضافة إلى هذه الأقسام، يجب أن تحتوي خطة العمل أيضًا على غلاف وصفحة عنوان وجدول محتويات.
إقرأ أيضًا: أشهر الطُرق للحصول على تمويل للمشاريع الناشئة
من يحتاج إلى خطة عمل؟
الشركات الناشئة: روّاد الأعمال المقبلين على بدء شركاتهم الناشئة هُم أحوج الناس إلى كتابة خطة العمل، وقد بيّنا الأسباب التي تدعوهم لذلك.
الشركات التي تغيّر نموذج العمل الخاص بها: ليس بالضرورة أن تكون الشركة جديدة، بل يمكن أن يُستفاد من خطة العمل عند تغيير كبير في الشركة، حيث توضع الخطة الجديدة لفهم هذه التغييرات وجعل إيضاحها للعملاء والمستثمرين أمرًا هينًا.
الشركات التي تسعى للنمو: قد تقوم مؤسسات وشركات في مرحلتها المتوسطة بوضع خطط لمساعدتها في العثور على تمويل للنمو بشكل أسرع، وبالرغم من أنّ الحصول على تمويل في هذه الحالة أسهل، إلّا أنّ خطة مكتوبة قد تكون أداة قيمة تُستخدم لتوصيل رؤية وآفاق العمل للعملاء أو الموردين أو غيرهم.
في الحالتين الأولى والثانية فالأمر أقرب إلى تحديث خطة العمل، وهذا يمكن أن يحدث في عدد من الحالات مثل:
*فترة مالية جديدة على وشك أن تبدأ.
*الشركة تحتاج إلى تمويل إضافي.
*حدوث تغيير كبير في السوق.
*تقوم الشركة بتطوير أو على تبني منتج جديد.
*تغيير كبير في الإدارة.
*لا تُعبر الخطة القديمة عن الشركة بشكل جيّد.
العثور على خطة العمل المناسبة
تتنوع خطط العمل وتتغير بحسب رائد الأعمال، وبالغرم من اشتراكها بالأشياء أو الأقسام السبعة الأساسيّة التي ذكرناها سابقًا إلا أّن هنالك مميزات تجعل من خطة مرغوبة بالنسبة لرائد أعما أكثير من الخطط البقية. لذلك سنعدد أنواع خطط العمل ومن هو رئاد الأعمال أو الشركة التي تناسبها هذا النوع.
خطة العمل القصيرة (Miniplan):
يبلغ عدد صفحات خطة العمل هذه صفحة واحدة إلى 10 صفحات، ويجب أن تتضمن على الأقل سردًا سريعًا لأمور الرئيسية مثل مفهوم العمل واحتياجات التمويل وخطة التسويق والبيانات المالية، وخاصة التدفق النقدي وتوقعات الدخل والميزانية العمومية.
يمثّل هذه النوع طريقة رائعة لاختبار مفهوم العمل بسرعة أو قياس قابلية عقد شراكة ما، أو الحصول على مستثمر ثانوي.
تُفيد هذه الخطة روّاد الأعمال أثناء مرحلة دراسة الفكرة، أو خلال الإنضمام إلى حاصنة أعمال ما أو خلال الحضير لحملة تمويل جماعي مثلًا، لكن يجب أن لا تعتمد هذه الخطة أثناء التوجه إلى مستمثر مهم.
خطة العمل الأساسيّة (The Working Plan):
تكون خطة العمل هذه أطول من السابقة وأكثر رسميّة، ويُمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي في مرحلة التشغيل داخل الشركة، حيث تحوي تفاصيل وافية عن العمل.
تستخدم هذه الخطة داخل الشركة، لذلك لا داعي لتضمين مُلحق يحتوي على السير الذاتية للمديرين التنفيذيين الرئيسيين، او صور المنتج مثلًا.
خطة عمل للعرض (The Presentation Plan):
هي خطة عمل شاملة تحوي كل ما يتعلق بالعمل (الأجزاء السبعة الرئيسية)، بالإضافة إلى صور للمنتج وملحق يحوي السير الذاتية للمديرين، وكل المعلومات الأُخرى التي من الممكن أن يسأل عنها المستثمرون.
تُناسب هذه الخطة مرحلة العرض على المصرفيين والمستثمرين وغيرهم من خارج الشركة، بهدق الحصول على استثمار.
يجب أن تكون هذه الخطة رسيميّة قدر الإمكان، أي أنّه يجب عليك استخدام المفردات التجارية القياسية، مع حذف المصطلحات غير الرسمية، أو العامية أو الاختصارات المتعارف عليها ضمن الشركة.
ختامًا ..
تُشكل خطة العمل أداة رائعة لفهم العمل وإيصال رؤية المؤسس للمستثمرين والشركاء المحتملين، فيجب أن يبدا روّاد الأعمال بإعداد خطط العمل الخاصة بهم.