عن حلويات المختار: عندما غادر السوريون بلادهم لم يخرجوا وحدهم، بلّ خرجت معهم مهنهم وحرفهم التي أبدعوا بها وورثوها عن آبائهم وأجدادهم، ومن هذه الحرف النجارة وصناعة المجوهرات والمفروشات والأثاث وكذلك مهنة صناعة الحلويات وغيرها الكثير.

تتميّز مهنة صناعة الحلويات أنّها تحتاج إلى كل من المهارة والفن والذوق، واشتهرت هذه الصناعة في بلاد الشام عمومًا وفي سوريا خصوصًا كون سكّان هذه المنطقة ذوّاقون ومبدعون.

كانت تركيا هي إحدى أهم الوجهات التي قصدها السوريون ولمع نجمهم فيها وتركوا بصمتهم المميّزة في كافة المجالات، وإحدى أجمل قصص نجاح السوريون في الجارة تركيا هي قصة حلويات المختار، حيث الجودة والإحسان، فتعالوا معنا نروي لكم هذه القصة.

إقرأ أيضًا: تكوين .. تجربة رائدة في دعم الشركات الريادية في العالم العربي

قصة حلويات المختار

بدأت حلويات المختار من معمل صغير في منطقة الفاتح جادة الخرقة الشريفة في مدينة اسطنبول التركيّة. إلّا أنّ صُغر مساحة المعمل لم يمنع القائمين عليه من إنتاج أفخر الحلويات وأجودها.

تنوعت الحلويات وشملت بدايةً كل من الكنافة النابلسية والكنافة المدلوقة وحلاوة الجبن والبوظة العربية بالقشطة والفستق والمحلايّة، كما تخصصت في مجال صناعة الحلويات الشرقية بأصنافها المعروفة وعلى طريقة المطبخ الدمشقي العريق وضمّت طاقم عمل محترف من أمهر صُنَّاع الحلويات الشرقية الدمشقيين.

أصبح المعمل الصغير فيما بعد شركة حملت اسم “المختار غروب”، أمّا التأسيس فكان في عام 2013 في مدينة اسطنبول، لتكون أول شركة حلويات شرقية بأيادي دمشقية مسجلة في مدينة اسطنبول في الجمهورية التركية. وهو إنجاز يحسب للشركة ويميّزها.

بدأت الشركة فيما بعد ببيع إنتاجها من الحلويات وذلك في مركزها الرئيسي في منطقة الفاتح، حيث بدأ الأمر على شكل محل حلويات وكافيه حمل اسم “المختار”.

كان كافية المختار أشبه بالمقهى الدمشقي الذي يقدّم المشروبات الساخنة والباردة، مع إمكانية تقديم ألوانٍ متعددةٍ من الحلويات الشرقية التي تُنتجها الشركة.

هذا ما دفع الشركة نحو الشهرة، وهو بدوره أدى إلى توسيع أصناف الحلويات لتلبية كافة الرغبات، وشملت الأصناف الجديدة كل من المعمول والغريبة والبرازق وغيرها.

إقرأ أيضًا: فريق WE.Alloy .. حتّى نبني مجتمع ريادي عربي في تركي

التوسع الداخلي والتصدير

لا يُمكن اخفاء النجاح، بل هو ما سيدفعم إلى الأمام، وهذا بالضبط ما حدث مع شركة المختار. فبعد زيادة الطلب على منتجاتها كان لا بد لنا من التوسع وبناء معمل جديد، وقد اختيرت صناعية موتسان في منطقة باشاك شهير في مدينة اسطنبول القسم الأوروبي ليكون موقع المعمل الجديد الذي انطلق في عام 2016.

كان المعمل الجديد نقطة إنطلاق نحو العالمية وليس فقط للانتاج المحلي في تركيا، حيث بدأت الشركة بتصدير بعض المنتجات.

حملت هذه المنتجات مواصفات ومقاييس دولية تراعي سلامة الغذاء وجودته، وضمن هذا الإطار حصلت الشركة على شهادة الآيزو (22000) وشهادة الآيزو (9001)، وشهادة الحلال الدوليّة لمواكبة البيئة التنافسيّة لمؤسسات الصناعات الغذائيّة حول العالم، ولإعطاء الموثوقيّة العاليّة لزبائن الشركة عند انتقائهم حلويات المختار. كما يدعم ذلك امتلاك الشركة لأحدث الآلات والمعدات بحيث يلبي حاجات السوق والزبائن في تركيا وفي العالم أجمع.

التوسع التالي كان في عام 2018، حيث أُفتتح مركز بيعٍ ثانٍ في مدينة اسطنبول القسم الأوروبي في منطقة باشاك شهير جادة الدكتور نجم الدين أربكان.

حلويات المختار

جانب من الأصناف التي تصنّعها حلويات المختار

التوسّع إلى ألمانيا

استمرارًا لمسيرة التطوير والتوسع قامت شركة المختار غروب بافتتاح فرعها الجديد في مدينة ساربروكن في الجمهورية الألمانية وذلك في شهر كانون الثاني من عام 2019.

تحمل هذه الخطة أهمية مضاعفة للشركة وكذلك للسوريين في ألمانيا، حيث يعاني هؤلاء من نقص في الحلويات كمًا ونوعًا.

أمّا الشركة فكسبت سوق متوسع يضم العرب والألمان، وكانت خطوة مهمة نحو السوق الأوروبية والعالمية حيث كان مذاق حلويات المختار المميز سببًا في نقل ثقافة الحلويات الشرقية إلى أوروبا.

حلويات المختار تعني الجودة والإحسان في العمل

اعتمدت الشركة منذ اليوم الأول شعار مميز وهو:

“الجودة والإحسان في العمل”

تنفيذ هذا الشعار وجعله واقعًا هو أحد أهم أسباب نجاح هذه الشركة، وجعلها رائدة في صناعة الحلويات في تركيا وألمانيا، وأحد أهم الجهات السورية التي تصدر هذا المنتج للخارج.

أصبح اليوم من السهل للزبائن الحصول على منتجات حلويات المختار في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وجميع دول أوروبا وكافة الدول العربية.

يعني شعار “الجودة والإحسان” أن تسعى كوادر الشركة وفريق العمل الى إنتقاء أفضل المواد الأولية بحيث يتم الحرص دائمًا على أن تكون من الأفضل والأجوّد، بالإضافة الى ثبات المقادير وعدم إستعمال المواد الحافظة والمنكهات.

العمل المتقن والتخطيط الجيّد والريادة هي عوامل رئيسية من عوامل كثيرة تجعل من شركة المختار مثال يُحتذى به، ومنارة لكل السوريين لاستلهام النجاح.

أمّا فيما يلي نترككم مع عدد من الأسئلة التي أجاب عليها كل من السيّد عمر خلف مؤسس ومالك حلويات المختار، وشريكه وشقيقه السيّد بلال خلف:

كيف تصفون تجربتكم الرياديّة في تركيا وكيف تقارنوها بتجربتكم في سوريا؟

تجربة حلويات المختار من التجارب الرائدة على صعيد الشركات الصغيرة والمتوسطة في تركيا، ولتأسيس مثل هذا المشروع لا بدّ لك أن تتمتع بروح الصبر والحلم على مواجهة المعوقات التي تواجهك في تأسيس مشروعك في اسطنبول ومصاريفها العالية وخصوصاً على الصعيد الصناعي؛ لأن دورة وعائدية رأس المال طويلة وتحتاج صبر كبير في ضوء المنافسة الكبيرة في هذه المدينة.
للحقيقة لا يوجد مقارنة بين تجربتنا في سوريا وتجربتنا هنا لعدة عوامل مادية ومعنوية وحكومية.
نتمنى ان نعود لبلدنا يوماً ما ونمارس نشاطاتنا التجارية والصناعية بمنأى عن أي معوقات ونثري بلدنا بصناعات متميزة وفيها من الجودة والإحسان الكثير.

ما هي خُططكم للتوسع  في المستقبل؟ وهل هناك نية لفتح فروع في مدن أخرى داخل أو خارج تركيا؟

بدأنا بخطط التوسع في عام ٢٠١٨ بفتح فرع حلويات المختار في منطقة باشاك شهير في اسطنبول، وفرع حلويات المختار في مدينة ساربروكن في ألمانيا مطلع عام ٢٠١٩، وفي هذا العام لدينا خطط توسعية لافتتاح فروع داخل تركيا وخارجها.

بماذا تنصحون الشباب المقبلين على افتتاح مشروعهم الخاص؟

واثق الخطوة يمشي ملكاً

أنصح الشباب المقبلين على افتتاح مشروعهم الخاص في تركيا بإعداد دراسة كاملة عن هذا المشروع من النواحي السوقيّة والتجاريّة، وذلك عبر القيام بدراسة استراتيجية شاملة تعطي فكرة كاملة من نقطة الصفر وحتّى الوصول إلى الربحية واستعادة رأس المال. خصوصًا في مدينة اسطنبول التي تعتبر من النوع السهل الممتنع في عالم التجارة.

كيف تصفون تجربتكم مع جمعية الأعمال السورية الدولية؟

جمعية الأعمال السورية الدولية هي حاجة ملحّة لكل رجال الأعمال السوريين في المهجر حول العالم، حيث يقوم رجال الأعمال السوريين بتداول ملايين الدولارات في الأسواق العالمية دون أن يكون لهم أي ثقل في هذه الأسواق، وهنا كانت الحاجة للاتحاد لتشكيل كيان يمثلهم و ينطق بإسمهم و يناقش أفكارهم أمام حكومات الدول التي يتواجدون فيها، وربما يدافع عنهم اذا احتاجوا إلى ذلك من خلال ايجاد مكتب قانوني تابع للجمعية.

بالنسبة للايجابيات فإننا أمام أكبر تجمع لتجار سوريين فعالين حول العالم وقد لمسنا لديهم إرادة في العمل المشترك.

ننصح أخوتنا السوريين الرائدين في مجال الأعمال بالمسارعة إلى الانتساب للجمعية للمساهمة في بناء هذا الكيان، والاستفادة من مزايا الوجود ضمن الكتلة التجارية السورية الأكبر في المهجر حول العالم.

هل هناك سؤال تتمنون أن نسألكم إياه؟ وما هو الجواب عليه؟

نعم هناك سؤال أتمنى أن نعمل عليه وهو ما المتطلبات الملحة للتاجر السوري في المهجر والذي يتوجب عليه أن يستعين بجمعية سيبا لتحقيقه؟ أمّا الجواب فهو:
– انشاء كيان قانوني يمثل و يدافع عن الأعضاء عند حاجتهم إليه.
– الربط والتشبيك بين الأعضاء حول العالم للاستفادة من الخبرات المتبادلة سواءً من الناحية التجارية أو الخدمية بعيدًا عن التوجهات السياسية للعضو ومما يصب في مصلحة جمعية سيبا العالمية.

ما الكلمات التي تحبون أن نختم المقالة بها؟

ختاماً نتمنى من الله التوفيق و السداد لمجلس إدارة جمعية الأعمال السورية الدولية لتحقيق أهدافها، وتوحيد جهود رجال الأعمال السوريين لما فيه الخير لبلدنا الحبيبة سورية ولشعبنا الحبيب حول العالم.

إذا لم تجربوا حلويات المختار سابقًا فهي فرصتكم لتذوق أفخر أنواع الحلويات وأجودها، وفي الختام ندعوكم إلى زيارة موقع الشركة، أو زيارة الصفحة على موقع فيسبوك، كما ندعوكم لتشاهدوا هذا الفيديو أيضًا: